وإني أحبّكِ

360061612_640

علمتُ أنَ الوفاء شيء صعب, لا يُطلب, إنَما فقط يُعطى بلا سؤال وبلا شروط. الوفاء فعل جسيم وغرمٌ كبير فلن يفعله المرائي, و سينكث به عند أول محنة
.لا شيء أوفى من محبٍ قديم , أو خلٍ نديم, أو كتابٍ حكيم، ولا شيء أوفى من شعوري نحوك, لم يتغير مع الأيام

.مهما كبرت وتقدم بي العمر فلا أزال أملك ذلك الحنين, وتلك النظرة المرتبكة أمامك, وتلك الرعشة تنتابني حين سماع صوتك
ضحكتك عهدي القديم بالسعادة, و شقاوتنا معاً خير شرح لكتاب “لا تحزن” , شكلك يسطّر لي مقاييس الجمال الأنثوى , فمنك وبك أقارن .جميع بنات هذه الدنيا , بدقّة خشمك , وبريق عينك , وبصغر شفتيك , و بنعومة شعرك

يكذب الكثير باعتقادهم بأنهم أكبر من حب, ويكذب الآخرون باعتقادهم بأنهم أصغر من أن يُحبّوا, الحب مرحلة لا عمر فيها ولا حسابات ولا مقاييس, الحب بالضبط يشبه شعور أن تكون طفلاً من جديد, أو ربما هو يرسلنا للطفل الكامن بدواخلنا, حيث لا حدود, لا قيود, لا ركود  .لا مسؤوليات ولا وعود

بحضرتك – في خيالي طبعاً فبوجودك أمامي لا وقت للتفكير ولن ينفعني أيضاً وجوده – أعود طفلاً حيث أول قبلة خلف ذلك السور ..
أعود طفلاً بكل لحيتي وشعري الذي غطى جسمي.
أعود طفلاً بفراغ داخلي من كل شيء إلا حب الحركة.
أعود طفلاً بحواسي , فبنهم أريد أن أتذوقك , أشمك , أسمعك , أراك , وألمسك.
أعود طفلاً بسذاجتي , ستطلبين وتطلبين وتطلبين وستجدين حتى قبل أن تطلبين.
أعود طفلاً وتعودين أيضاً كما عهدت ضحكتك التي تشحن جسمي بفولت عالي يكاد أن يحرق قلبي الضعيف ..

تتغير ملامحي كثيراً ..
ويضعف بصري ..
ويتساقط شعري ..
وتبدأ عوامل التصحر تغترف مني ..

ويبقى حبك كما كان وكما بدأ , في الحقيقة لا أعرف كيف بدأ ومتى بالضبط بدأ, ينتابني شعور بأني ولدت به, وتنفستك قبل ولادتي, وتغذيت منه بلا حاجة لحبل سري, و بحسب رواية أمي: أنني لم أشرب من حليبها الكثير , يتأكد لي أن حبك كان يرضعني ويسقيني حتى بعد ولادتي  أنا أعرفك قبل أن أراك , وقبل أن أعرفك حتى ! , لا أعلم أين ولا أعلم متى.

هه ! , هكذا أنا عندما أضيق وأضيع في الأعماق , أسأل أسئلة كثيرة بلا أجوبة , وتنهكني جداً حد النوم الذي فارقني منذ خاض عقلي في بحرك الذي لا أعرف كيف أعوم فيه وأنجو بسلام إلى برّ النوم .

أرق يُصاحبني منذ مدة , كرهت تفكير ماقبل النوم لأن كل نتائجه ستعيدني لا محالة إليك , فكرت في كل مواضيع الأرض , وينتهي تفكيري بلون عينيك !

كل مايسليني في هذه الأيام , أنني أعرف يقيناً ” أن التطرف مدعاة الانحلال ” , ” والإفراط مدعاة التفريط ” ” والحب الشديد مدعاة الكره الشديد ”

لعلي أكرهك بقدر حبي لك وأنسى وجودك في هذه الدنيا أصلاً , وأنسى طفولتي وأيامي معك , وربما أغير اسمي وعنواني لأنهما يذكراني بك , و أحاول أن أكتب مذكرات لشخص آخر لم يعش لأقنع نفسي بأنه أنا !

أكاد أرى طيفك يضحك من بعيد علي , ويستعيذ بالله من حالي , إلا أنني تعلمت أنني لن أفرّط في أمل حتى وإن كان شحنة تائهة في وسط تيار متذبذب , فقد تضيء بنفسها الأنوار ..

أدعو الله أن ينزع حبك من قلبي كما كتب علي الشقاء بك !

وإني أحبكِ !

أخبرني عن رأيك ..

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s