الهوى عوّد يبيني من جديد

لا مشاورني ولا معطي وعـد

وماذا لو استطعتَ أن تفكك ألغازي كلها وانتهت نشوتك، ومضيتَ كما مضوا كلهم أمام مرآي دون أنطق، منذ لاحت النية؟. نعم يُحاسِب على النية وحديث النفس؛ بل ويريها من يشاء.

ماذا لو انتهى كلّ عتابي وشققته حتى نهايته؟، أأعود بعد أن قشرت الحقد وسكت عني الغضب إلى الأصل؟ ؛ أيها الحب لو كنت وهمًا في خيالي لما قرعتَ طبلًا في الأفق ولما تغشيت ظلمته ولمعت عيني من وقع مصادفاته.

وماذا لو لم أكتب لك؛ هل تعتقد أنني من أولئك الذين لا يسمعون صدى حمامات قلبه؟،

قم واغتسل

قم واغتسل

قم واغتسل

ألا ما أنار الحقد بيتًا ولا هدى قلبًا قط، أعوذ بالله من إضرام النار إلى الأبد.

ماذا لو لم تكن في يدك ضمانة فتات الخبز؟، أكنت تهرع وتجبرني أتبعك في الطرق التي لا تنتمي لي؟. سأتبع قلبي لن أتبعك، وتحمّل مغبة تعريفه.

ماذا لو لم أكبر وصابني الجنون والعته من شدّة الشف، وتسترت بحطامي على ناري ولم أصرخ؟، أكنت مصدقًا صممًا يتعداك لمن هم بعدك؟.

بسم الله: خطوة واحدة إلى شمل القلب، خطوة، وخطوتين إلى يمينه، وغيرّت عنواني.

هاؤم العائدون من قمة الطموح. قمرة العشـاق ألذ وأوفق، نكرانهم أثبت للمحبة من إقرارهم، وعنادهم ملح الحياة الرتيبة، سلوانهم جمرتهم، وشفقة قلوبهم غربتهم، عناوينهم واضحة: إلى الرعشة أقرب والمسّ أصلهم. الهجرة إلى المعاني دفاهم إن أثلجتها الممكنات.

في التشاؤم أفنيت عمري مدّعيًا جهلًا رزينـًا، والصرخـات أحملها ذخرًا ليوم يشيب ناصيتي، أذرف به دمعًا مؤجلًا من عامين، كي لا أتهم بالجنون وهي الدمعة ذات الدمعة عند باب القلب لم تجف ولم تبرد.

أشبهك ومفارقات الأوقات تضحكني، أغار من شدة الغرر، تجارب أجوع إليها فأظنني أحتملها، صعق على نار هادئة، لأكون منارة أحملك فوق مئذنتي وأكبّر بعلو الصوت، أخرط كل المفاوز، آه يا حلمي لو أنّي لا أتقطع، لأحييت كل الأماكن التي أثارت خيبتك، لخلوتك.

لعبت الضمائر معي الغمّيضة: فتحت مرة عيناي على أنا ومرتين على أنت ومرات على نـا، حتى فقد كلّ منها قيمته، القبض والبسط واقع، واللهف واقع، والموت واقع، والحب واقع، فاقض غربة تشفي غليلك، ودعني أحمد الله على سلامة مراسيك وراياتك وقلبي المأكول.

قالوا: المحبة قدر

أعرب أحدهم عن الحبّ فنمى غصن فوق سبخة وارتعدت فرائص الحسود، وتساقط الزيف كما الخريف.سبحت المعجزات في ماء الحياة، لسنا نراها كلنا، ولا يهم، لم نكن كلنا سعداء، لكنّ هذا أيضًا لا يهم. الحبّ معدي والفرحة معدية، أما عن احتمالية الندم؛ فهي أقرب مما تتخيل، لكنها اختيارية.

مالذي تعنيه كلمة أعرب؟ مرة أشعر بأنها تعني [أفصحَ]: أي استنطق الشعور. وأخرى أجدها تشبه [أبانَ]: أي أوضحَ ماكان معجمًا؛ فبانت أنواره؛ لكنّ معناها الأقرب لقلبي هو [أشعرَ]. والعربية والشعر علاقة ضاربة في القدم، أعرب: أي أشعر، عربيّ: أي شاعر، عرب: أي مثقلون بما يشعرون به حتى يبيحهم أو يبوحوا به.

سال القلم مني اليوم شعورًا نقيًّا محبًا فخورا.

قالوا: المحبة قدر، وأقول احتمال: خذها إلى اليأس إن شئت أو خذها إلى الآمال. وحِبّ كما أراد الله لك أن تكون، ولا تبتئس بردّ الفعل ولا بضيق الحال. ولا تخلط حب الطبع بحب الآل وليأخذك حب الآل إلى تحمل اختلاف الأحوال، فالمحبة اتساق مع كل غريب العالم. حتى لا تستطيع أن تُعرب عن أناك في لجّته، ولتسعك الدهشة أي الصمت المبهت، طوبى للمبهوتين، ماعرفوا أي يد صافحت يدهم عوضًا عمّن كانت يده العليا.

إنّي قد سلّمت لكلّ طالبٍ ربَّه صورةَ طلبه كما سلّم لي؛ مازلت أكرر الآية حتى سمعت من قائلها:

يحبهم ويحبونه

يحبهم ويحبونه

فإن قالوا كيف وفيهم كذا وكذا؟

قل: وجدت الحقّ بقبول الضدّين معًا

ووحدتّه بمعرفتي قدر عجزي عن إدراك ذلك

قالوا المحبة قدر، ومالحب سوى قبول الأضداد وعجز الإدراك ثم طلب زيادة الإمداد.

يالله لا تخزيها يوم البعث

الموت كائنٌ كبير
ونحن أبناؤه
بأفواهنا الضاحكة
وعندما تحسبنا في صميم الحياة
يجرؤ هو على البكاء
في داخلنا.*

قلوبٌ حارّة تحييك بعيونها الرطبة، هذا مايسليك في كل أيامك الطويلة، كانت الحياة بلا قلم ولا ورقة، وماكانت الحياة لولا تسلية الأماني المنسابة من عينيك، عيناك اللتان راقبتهما تذبلان مع الوقت، كأنهما الوقت. ماهي الحقيقة التي يحملها قلبٌ يحتمل كل قلوب أحبابه؟، ماكان نصيبها من الحقيقة مخيلة تلك الفتاة العذراء البريئة؟ تخترق الممنوع بضحكة ليست بذيئة ولا خجولة، بل جهولة وتنسى.
لم يكن الألم رفيقًا بك، كيف يتعاظم الإنسان يا أمي أمام الهزائم؛ كيف يكون شجاعًا ليعرف حقًا ماوراء التعريف المتداول للشجاعة. كيف يهرب من الموت مرارًا ليصل إليه، ويختاره عندما يريده؟
وما أسباب الوفاة ؟ إنها ذاتها أسباب الحياة؛ تغير سريع وجحودٌ فظّ لكل الثوابت والمبادئ. هزّة في الوجدان، ورفّة في الأجفان، أعصابٌ تذبل سريعًا بإزاء اللحظة التي تتفلّت كدوامة القيامة.

إنّ الموت فظاظةٌ تجرح الغافلين عنه.*

بريئة كنتِ كفتاةٍ تمتثل لقصيدة.*

هذا السقف كان بعيدًا كيف اقترب هكذا؟
هؤلاء الأولاد كانوا صغارًا من ذرّ الرماد على ذوائبهم؟
كيف اجتمعتم كلكم هنا؟
كيف اتفقتم؟
لا يوجد مايكفي من المؤونة في الثلاجة.
كيف سأمشي إليكم بلا أقدام
كيف تجرأتم على الوقوف بينما أنا مضطجعة كدمية؟
خذوا قلبي الذي جرّب كل مأساة.
ولتنهمر السماء – تلك دموعكم – مازالت ترائي الملأ
ولتشربوا قلبي الذي تفرّق بينكم
إنّي لا أعرف كيف كبرتم هكذا

من قهره ذلك الملاك
الذي تنازل عن النزال غير مرة
خرج مرفوع الرأس ماشيًا باستقامة.*


إنّ الكلمة التي تغادر فمك ماوجدت قلبًا ليكتم عنها
فإن هبطت على قلبٍ يكتم عنها ازدهرت
وإن لم تجد ستتنقل بين القلوب فتلوكها الألسن حتى تمجّ وتُبصق
وكذلك الكلمة المكتوبة، هاربة من حرقة ماعادت تجد قلبًا يسعها
ثم غادر القلب.

ثم غادر كل شيء مكان القلب
دون أن أعرف في البدء إلى أين
مشاعري كلّها، كلّ ما أكون
تجمّع، تدافع، وصرخ
إزاء العينين المقبورتين اللتين ماعاد لهما من حراك
كل مشاعري التائهة
لا أعلم ما إذا كانت بقيت هكذا سنوات
لكنني أعرف ماكانت تلك الأسابيع
التي عادت فيها محطّمة عن آخرها، وماتعرف أحد.*

إنها تسمعني، أنا متأكدٌ من هذا
كما كنتم متأكدين من أنها لا تقرأ ولا تكتب
سوى العيون والشفاه
إنها تقرؤكم السلام من أرض الأحلام.

أحسّ بوردة بيضاء كبيرة
وهي تمرّ قرب يدي
ظلام يتلوه ظلام
وكنت أحسب أني كنت أرى سلسلة من النور
على أهبّة الانتشار مثل نهار
وأحسبني سائرة صوب الصباح
الذي كان هاجعًا بيني يدي منذ سنين
وكنت أوقظ أمي عندما كان نعاسي الثقيل
يسقط من على وجهي المظلم
وكنت أصرخ بأمي: اقتربي هاتي الضوء.*

كنا نعبر الطريق أكثر من مرة
وفي كل مرّة تتوطد الثقة
بأنّ الدماء دماء
وبأنّ الكلمات التي تغادر
عبر الليل تصل إلى أماكن بعيدة
أبعد من الخيبة التي تدهم الخيال
عندما يقصف الواقع إجاباته
إلّا أنّ استنتاجًا قديمًا
هو دائمًا ينقذني:
أنّ الخيال أقرب إلى الموت من الحياة
الخيال من عالم الأحلام
والأحلام برزخ بين الموت والحياة
والموت برزخ بين الخلود والفناء
أطول وأثقل قليلًا من النوم
الحدود مصطنعة، والحرية أبدية
والقلب المبصر
من شدة إبصاره يتعامى
وهذا الليل ونحن نعبره
كانت تقول لي فيه أمي:
سبحان خالق كل هؤلاء البشر
بأحزانهم وأفراحهم
بأشغالهم وهمومهم
برفقتهم وانقيادهم
بقلوبهم التي تسع أحبابهم وأعداءهم
سبحان من لا يضيق بعددهم
ولا يتوه بكثرتهم
ولا يعجزه إحصاء أعمالهم
ولا تنقص خزائنه من ثروتهم وأرزاقهم
وكان يدور في خلدي أنّ الطرق
لاتطول مع الأحباب
والليالي لاتظلم بنا
وهم بنا
وإنني لا أنظر إلى الوراء
ولا أتطلع إلى الأمام
لأنهم هنـا
حتى وصلنا ، أو كدنـا نصل

ولكي يصالحـك احتضاران
وهذا الاحتضار الثالث
الذي كان يتهددك منذ آلاف الأعوام
من أجل موتك هذا
نهضت حيـوات
وضفّرت أيادٍ أكاليـل الزهر
وتكونت ثم تلاشـت
نظراتٌ أعارتها الورود حمرتها
وزادها الرجال عنفـوانًا
ومرتين أٌلّف فصل الموت هذا
قبل أن يداهمكِ أنتِ
ويغادر المسرحَ المطفأَ اﻷنوار.*

عصافيري
لا أكتب، كما تعملون أيضًا
لكنني أعرف وجوهكم وعبوسها
وأعدّ خطوط جباهكم
وأفرّق خصلكم السعيدة
عن الشقيّة
وأصلي عليكم
وأقرؤكم الصلاة
وإذا ما آذاكـم هجري
فهو هجـركم
وإذا ما آذاكم جهلي
فلم يعجز جهلي عن إنجابكم
.وما تعلمون

طيوري
لا أقرأ ، قلبي الذي قرأ
إذا ماوحـى
أعرب عجمتكم
وجمع شتاتكم
وآنس وحشتكم
بابتسامتي وحدها
تشعرون بالـدار
وحُمى الأهـل
تذوقونها من خبزي
إذا ما سرى في قوانصكم
ولا تشكرونني
وتنضج في أحداقكم
فأبكيكم.

كتاب الصور – ريلكه *

فلكان مبتهلان

واقفون على حدود الأسى خائفين من العبور للتأسّي، ومستعدون لهجمة أخرى من المآسي.
توشّحنا السواد على الدوام، رغم أنّ الزي ترف، ورغم أنّ الغفلة مصير.

تسابق الأيام، لا أعرف ماذا تُطارد، كل يوم في مدينة وتشاركها جسدَها جروحٌ تُرى ولا تُرى.
أوقعت كثيرين في حُمى مطاردتها، ومازالوا يفعلون بهدى وبغير هدى، وعندما أحبّت فعلًا أن تُطارد، امتنع الصيّاد وتحجج بقيود أخلاقية.
الأخلاق عندها أمر ثانوي عندما يتعلق الأمر بروحها، حريّتها تدلّها على أن الأخلاق الصلبة ذات الحد الشرس لا تناسب ذوي الأرواح المرتعشة.
وصلت عنده وغلبتها روحُها. أضمرت قائلة لنفسها:
لن يراني ولكنه سيطاردني حتى يظن أنه سيراني،
سأراه حتى أظن أنني سأحبسه بقلبي،
سيرانا الله ويطبطب على قلوبنا قبلًا وبعدًا لأنه عالم نوايانا وخالق قيودنا،
سوف أقترب منه حتى أكاد أتنشّق رائحته، سوف أجعل مدينته التي يتباهى بعزلته بها موحشة،
سوف يتراءى له طيفي ولكن لن يراني، حتى ولو نظر إلى الجبل-أو قناة مائية يمشطها طولًا وعرضًا-فلن يراني،
سوف أرتعد وأمنعه من احتضاني، إنني أعرف أن ضعفه ضعفي،
سوف أضعف أمامه للحد الذي يتقطع قلبه رغم أن من يعرفني يعرف أنني أنا أشجع من في المعمعة.

إنني أنصت له بعد أن ظننت أن لا أحدًا يجيد الكلام سواي، الكلام الذي لايقال هو يقوله كله بتهوّر لا يعرفه من يعرفه،
وكأنه انسلخ من ملابسه وجلدته وضمّني بدمه وقلبه، إنني أكرهه بالحد الكافي لأن أعرف أني أحبه،
وأودّعه كأم موسى أمام البحيرة، وأرحل عنه في عز توجسه من رحيلي كيوسف وأبيه،
وأضمه لحجري كما فعلت عائشة لمحمد على فراش الموت،
وإنني المسيح لو أراد صلبي، لكنه حواريي وأعرف أنه لن يفعل،
حيرتي كحيرة موسى عندما قابل الخضر، لكن الفرق أن كلانا يعرف الجواب دائمًا:
روحانا معجونتان بدقيق واحد وتنور واحد تلهج نيرانه لإنضاجنا، خبزة، هو مصيرنا فإما أن نُؤكل أو نيبس.

أنا المعذّب والمعنّى
أنظم شعرًا وأطرق معنى
وأسبح في ظلام سريرتي
فتفيقني نفسي ومرآتي

على طريق التطهير أن يبدو كأنّه عذاب أكبر.

وبمجرد أن حللتِ مكاني، أحببتك بلهفة، حبًّا لا تشوبه أي شهوة، أحببتك حب الحقيقة، حب الصحبة، حب الخلاص، حب النوافذ والشمس،
أحببتك حب اليابسة للبحار، أحببتك حب الوجهة للمسافر، وإنني على استعداد للسفر مادام السفرحلَّا،
وعلى استعداد للغربة مادامت الغربة وطنًا، أتعرفين أني لا أريد أن أعرف على أي حالة وهيئة تأتين،
تعالي بهيئة بشر أو رمانة ، تعالي بسحرٍ كغزالة، ملاكًا كنتِ أم شيطانة، المهم أن تأتي، فمنذ أمرتني بالقراءة أول مرة، وأنا أتبع طيفك وآثارك في كل مكان.

أنا لا أريد أن أحبك كحب البشر، البشر يحبون لكي يحبسوا، يحبون لكي يشكلوا الآخرين على أمزجتهم،
إنني أحبك حب أن أحررك، إنني أقاوم رغبتي في تشكيلك بعدم الاقتراب إليك أكثر،
حيث إنني لا أريد أن أعرف إلا ماتريدين أن تشاركينه فقط، مسافتك التي تختارينها هي مسافتي:
البقاء على قيد الحياة ونحن نطل على جانبها الآخر بحماس الأطفال، نطل على الحب، نطل على الموت، نطل على بعضنا.

وله أن يمشي بيده عاريًا من الظنون متوشّحًا بالخطيئة يحرس الكلمات من أن يصيبها غول المعاني يرى بعينين ويومئ كأنه لم يرَ يغفر ويغفر.
يغفر لمن يستغفر ويجتبي من يحب؛ حتى وإن عرّش في فؤاده الحقد لا يعوّل على الذاكرة، في كل يوم يرى وجهًا جديدًا لا يعرفه في كل الوجوه التي يعرفها،
فالوحشة لديه أن تعتاد، ليله نهاره لولا كثافة ما تبقى من جسد.
غضبه بعد وقربه حذر يستمع بأذن ساهرة مابين الشك والخطر،
ويعرف حقّا إغماض النوايا اليائسة كم هي مشتهاة ويفتح بابًا للتطهير من شدة اتساعه تحسبه مدينة بأكملها،
ففي بعض المدن التي تعرفها مدن لا تعرفها لو أمعنت النظر وأحسست بالقلب الذي يركض وتركض خلفه
الحياة سوّدت وجهه وقلبه عرف علامتي من عيني وميّزت علامته من صوته،
جروح وحين تمر بجانبها ولا تعود تأثر فيك وتظنّ أنّك شفيت، وهيهات؛ فالمبتلى حيّ، والحيّ لا يطلب الموت قبل الموت، ولا يطلب العذاب لكنّه يستعذبه.
لديّ ألف سكين سننتها يوم الهياج ووضعتها بجانبي في قبّة البيت فعلى هذا الهدوء الداخلي أن يورثني انفعالًا غضًّا لا ينبغي أن يعرفه أيّ مدّعٍ.
الآن فقط على السادر أن يضع أحمال الطريق ويستريح تحت سدرة فقد كان دربًا بعيدًا وهجيرًا أحمرا.
إنّ عليك أن تعيش وتؤمن كما لم تخبر أحدًا قبلك قد فعل، ثمّ تسلم وتسلّم كما فعل كل الذين تعرفهم.
ففي اليوم الذي تنقلب فيه الظواهر والبواطن يصبح كلٌّ في مكانه.

لغزالةَ من أعراضنا ما استحلّتِ

عَتَامٌ وأسبحُ في بحر اللُجج
حُججٌ تحجّ إلى العقل الخصيب
من بعدها حجج
تجادل في غفران الصغائر
وعن ذنْبِه الكبير سَجّ
قلبي المسجّى بالمُهج
يخاطر في حجّه
حجةً بعد حجة
يعاود سفره المقصود
كساعٍ فقيرٍ
يُناوئ ضمّة المرْج
يُسائل ضيفه الحلّاج
أألف مرةٍ يضيق كلّما ابتهج؟
ثمّ يعاود ممسوحًا
غَفَرَتْ هذه الدمعة ذنبي
والمعنى يطير
حمائم في ناظري
فيا أيّها الدهر
مقدسٌ عملك بنا
طيرك الفزِع
يتوق لمهربْ
يشتهي برجًا ومَرْقب
ليحظى بنعمة الرؤية
ويُوهب قلبْ
ليستشهق من صباحك نفَس
طباقٌ ولِبْس
ومسّةٌ تهبُ الأنس
فراقٌ وهجْس
وعصرةٌ تخضّ النفْس
فيا سيدي ووليي
يامنعمًا في عزّة
يا سابقًا في حكمة القِدم
ياعليّا
يامقصود الغربات والقربات
هلّا ألقمتنا كلماتك
خبزًا طريّـًا
لا موكولة إلى حَرَس
ولا مكتوبة على طُرَس
كي يزول هذا الوهس
فأحاججك ولك العتبى
فما منع من خلَقَ
وما تجاوز من تخلّق
عن سرٍّ كمن
في بحر “كُنْ”
وعمّن حوى في ضمنه ضدّه
وفي خلّته لدّه
وفي كلماته تجسّده
وفي حانته مسجده
هل له من وِحدة؟
أم تلك جناية العقل
وضغينة النفس؟
والأيام ماحبكة الأيام:
يوم بأمس
يوم بساعة
يوم بشهر
يوم بسنة
يوم بألف
ويوم بخمسين ألف
وكل أيامك أقدّس
حملتُ مسؤولية العلم
وحمّلتني مسؤولية طلبه
وحملتُ محكمة القلم
وحمّلتني عقلًا يطلبه
فلا على اختلاف أتعجب
بل من وفاق
فبما تقدّم وبما تاخّر
أشهدك بكلّ حقٍّ لا أعرفه
وبكل حقيقة لا أدركها
وبكل غيب أؤمن به
وبحقّ الخوف من الجمال
وبحقّ الهيبة من الجلال
أننا منك وإليك
وأنّه سُلِمَ ولا بواكي له
وأنّ الشكاية لك دون غيرك
وأنّي قد غفرت وأبحتْ.
فأنت الناهي وأنت الآمر.
هنيئًا مريئًا غيرَ داءٍ مخامر

هذا رقمٌ مثاليٌّ لصرخة

هذا العالم آيلٌ للاحتراق
لا تترك يدك في جيبك طويلًا
واحمد الله على الرماد
على ألف فرصة مُخمدة
واسمع حسيس النار
ينادي كلّ متهيج من عناء الطين
من تعب البلل
تجففه من تفاصيل ملامحه

لا تبدأ الثورة بنار بل تنتهي بها
وعندما تستعر الحرائق
لا يحارب المرء إلا نفسه
ومن لا يتتبع الجرْس بدقة لا يمتعض من النشاز
ومن لا يسمع النداء لا يجيب
ومن يعرف أنّ شيئًا قادمٌ يستبطئه

في الغياب رائحة الموت
وعندما لمست شيئًا لزجًا تملكني الاشمئزاز
ويصوت في داخلي صيت الأهل
فلا أجد إلّا التفرّق
لقد انتزعت حريتي من الجهل
ونازعني إياها هذا الحنين

قبيل الموت يبدو الكون ملائكيًّا كحوم الحمام
كلمةٌ يقولها المشرف على الموت
تبدو وكأنها خرجت من كتاب الإله
الموت هو المعنى
والمعنى هو ما تأتي به الملائكة
ونحن نتوق منذ خلقنا لحديث الملائكة

شيطانٌ ما قد باح لي بأنّ الشياطين تكره الموت
وتحب المرض والمديح والإغماض والظنون
لكنّ الشياطين مظلومة بحبها للظلام
ومظلومة بحبها للفتون
ومظلومة بخلقها للفنون
وظالمة لأنها لا تريد لغيرها أن يعرف المعنى
الذي تعرفه

اضطررت لأن أبحث عن معنى
عن وطن
تعلمت الأبجدية ، لم تشفِ غليلي
تعلمت الأرقام، لم تبارح عتبة المنزل
تعلمت المنطق، أعاد رأسي إلى قفاي
فهجرتها إلى وحشيتي
وأدركت أنني أصبحت أخاف
فعلمت كلّ شيء
وأدركت أنّ السعادة ألّا تخاف
ألّا تعرف
إدراكٌ بعد فوات الأوان

النية ترتقي إذا كان الوعي نائمًا
لكنني منذ هجرت برّيتي وأنا لا أنام
سمعتهم يقولون أنني وحيد
فحزنت على اللمز
دون أن أعرف معنى الوحدة
وتمنيت أن أنام مرة أخرى

لا تخف مادمت تبكي
فلا نارٌ تصمد أمام دمع الحزانى
ولا ترتعد لأن بينك وبين النار
دائمًا دمعة
واشكر تضحية الدود
يتركك عندما تكون دافئًا ورطبًا
ويموت جوعًا في انتظار موتك المحتّم
لتسامحهم عندما  تفتر وتبرد

تبدأ الثورة من مكانٍ دافئ وحميمي
من أرحام النساء
من أحاديثهن الناعمة
كشيء ناعم وجميل
ورائحته تدعوك لالتهامه
رغيف خبز
أو طفل حديث الولادة
حواء
أم موسى
مريم
وكلّ أنثى توقد في قلب رجلٍ ما معنى
وعاطفة مشبوبة
ويقين يوقد حياة في جيلٍ قادم
متعطش للحنف
لاستكمالها

1-8-2019

قمة الأنانية أن تكون أنانيًّا

تبرئة ذمّة: لا أحاول إصلاحك أنا فقط أحاول تدميرك لتشرق الحياة من جديد، لأن من الواضح أنّ قلبك يرفض أن يموت مادام ينبض.

الأنانية أن تعتقد أنّك تملك أمر مصيرك في المستقبل لتوقف حياتك وتعطّل حيوات الآخرين من حولك بحجة أنّ حياتك مروعة. إنك تملك خيارين لا ثالث لهما، وإلّا سيحاول تدميرك كل من يراك: الأول أن تحاول أن تعير حياتك للآخرين الذين مايزالون يشعرون بالحياة قربانًا لهم وستراها تزهر بأعينهم، أو أن تحمل أحمالك وتخلق بؤرة أمان لكل الحيارى والمصابين، واحذر من أن تستأثر بشيء، فالأثرة باب المآسي.

أن تنسى نفسك في لحظة ما قد أصابتك وتتعذر أنّ هذا الحمل أثقل منك، يعني أن ترضى أن يتكرر عليك هذا الحمل كل مرة، عليك أن تصرخ لأجل أن تموت حرًّا من عناء هذا الثقل، وليكن شكل الصرخة كما تشاء، بعيدًا عن الاستسلام. للعقل قابلية أن ينسى نفسه في حالة ساحرة، وليس هنالك سحر أقوى من سحر قلة الحيلة، والحَزن الذي يعاودك في كل مصيبة، الجميع في حالة حرب لو رفعت رأسك قليلًا وخرجت من رأسك، لتساعد أحدهم ولتعتبر هذا اليوم قربانًا لحياتك التي ستعيشها عندما لا تملك خيارًا، وصدقني ستأتي هذه اللحظة التي تتمنى فيها لو كان بيدك الخيار لتقوم بما كان يجب عليك عمله.

ارهن بعضًا من حياتك الحالية لذاتك المستقبلية التي سوف تلعنك كل مرة ماطلت بها وأرهقك الخوف، خوف الخطأ، خوف الناس، خوف الخطيئة، خوف الندم، خوف التعبير عن هذا الخوف، خوف إفزاع الآخرين، لا تداري أحدًا الكل في حالة فزع مسبقة، إنّ الحياة طويلة بما فيه الكفاية لكي تفزع كل من تطأ قدمه عليها.

إن المصائب طريق الترقية أو الإبسال، عليك أن تختار كيف ستردّ عليها عندما تأتي، ولا تذهب نفسك حسرات على الحمقى الذين أُبسلوا، ولا على الذين أبسلوهم، فلكلّ فتنة وكلّنا مفتون، فلا تهلكنا إلهي بما فعل السفهاء منا، ولا تحرمنا من لذة الدمعة عندما تأتي بعد جفاف، ولا تجعلنا ممن أكرهه الناس على الصمت.

الأنانية أن تنأى بذاتك بعيدًا عن الجماعة، كما أنّ الأنانية أن تستأثر بنعمة وتصرخ عندما تنقلب عليك، ووفّر عناء التباكي والأسى كما يوحي به كبرياؤك عندما تقرأ هذا الكلام، فإنك تعاني لكنك لا تشعر، فابكِ واسترح من نار الكبر، واسترح من نار الحسد، واسترح من نار المقارنات، أو مت بغيظك حتى تموت.

يبدو أنك لم تفهمها مادمت مازلت تقرأ، إنك تغلق على نفسك في لحظة وتنسى أنك تموت كل يوم لتحيا من جديد، حاول هذا المساء أن تموت للأبد، بأحمالك، بأثقالك، بذكرياتك، بكرهك، بغيظك، وغدًا سوف ترى أنّك ستسقط بعد أن تنهض مرة أخرى وربما تلعنني، لكن احذر أن ترضى بالسقوط وترفض أن تنهض، لن ترحمك ذاتك المستقبلية بعد أن تفقد خيار الموت وتُجبر عليه.

لنفرح بأحزاننا هذا المساء، فسوف تموت للأبد عندما ننام.

لتقف الأرض على قدمٍ واحدة

لتمت لحظة الخوف الأولى في داخلك ثم ابتلع ريقًا لحنجرة لا تكف عن السعال حيرةً بين الموت والحياة
لتقف ياحارس الفرح حائطًا منيعًا يقف فوقه التائهون لا يعرفون أين يميلون بوجوههم
وليفزع الكاذب من حلمه الذي يحيكه ومن شدة حرصه عليه لا ينام كي لا ينساه

لتقفوا جميعًا صفًّا واحدًا أمام الموت ، لينتقي منكم حملًا وديعًا ولتزفروا مؤقتًا لأنكم تعلمون أنّه قد انتهب زفرات من سبقكم من الصفوف ولم يبقِ منهم أحدًا، ليحملكم نسيانكم الوديع إلى غفلة تضحكون ببلاهة على فرصة الحياة المؤقتة وتتملقوه كي يبقيكم لحظة أخرى، أما أنا سأشتمه ببذاءة كي يأخذني أولًا لأنني لا  أحب الانتظار.

لو أنّ لونًا وحدًا في الحياة لكان يحمل كل الأسماء أو لكان بلا تسمية، لأن التعدد يستدعي التسمية الواحدة، والوحدة تستدعي تعدد الأسماء، أما الأشياء التي تلعب لاهية في الظل ليس لها اسم، لا أحد يتذكرها وإن سطعت عليها شمس سوف تكون سرابًا لا يراه إلا الظمآن، أما الظامئ فإنه سيبحث عن الظل وليس الماء أولًا، ولا يخدعه السراب لأنه عطشٌ مقنّع، ومن يملك أن يغيّب الشمس كي لا تظهر في صباح الغد؟

في الصباح تقف الأرض على قدمين تركض ونحن على ظهرها مستركبين ونميل حيثما مالت، وفي الليل يبدو أنها تركبنا وأقدامنا النحيلة، ويغدو ثقلها متراكمًا على صدر يخشى من الوحدة وكتف ناعم لم يعتد على الحمل، تتغشّانا وننسى بين حاملٍ ومحمول ويبدو أن النهاية أزفت لأنها قادمة.

لتقف الأرض على قدمٍ واحدة
ولتلهثوا خلف رغبات لا تشبع
ولتسعوا في خرابها حتى تضيق بكم
ولتتحاذقوا طلبًا لمصالح فردية
فلن تبكي عليكم السماء
ولن تشتاق إليكم أطلالكم
وكل مابوسعكم أن تفعلوه
هو أن تحاولوا تضييق خرم إبرة
فربّ مجتهدٍ ليس له من اجتهاده إلّا الخيبة
وربّ مستصرخ وبيده سعّر الحريق
وربّ وحيد ينثر آلامه على الطريق
فيؤلمه أنّ لا أحدًا يأبه بها
أكثر من ألمه على أنه لا يفهمها
اختر مكانك بنفسك فكتف الأرض ثقل بها
وسوف ترمي ببعضكم من على ظهرها
كن أولًا عندما يدعون للموت في سبيل الحياة
وكن آخرًا عندما يدعون للموت في سبيل حياة أحدهم
وكن الداعي إذا خرست الأفواه تتحسس أعناقها
وكن الصامت عندما يبحثون عن كبش فداء لفظائعهم

أخبرني كم روحًا حملت على ظهرك وأنت تقف على قدمٍ واحدة؟

الشجرة الملعونة

تحت الشجرة التي لم يعد ينم عندها أحد، أشعلت نار شكوكي وحيدًا ولم أخف من الاحتراق في سبيل الدفء، فإنّ شدّة الحرّ هي شدّة البرد، كلها لاتُحتمل.

قالت لي:
(أجمل في الطلب فالحياة كلها عطاء وإن كان لا يُرى عطاؤك، فالجزاء مرئي، وإن استمال قلبك أمر، كن كمن ناله قبل أن يناله، ذلك أن صوم القلب إفطارُه، والنفس طامعة دائمًا في المزيد).

وفي نية إمضاء ليلتي آنسًا بالدفء والوحدة، لم أكن أدرك أنني أفتح جبهةً لكل الحيارى والمخذولين، فأصبح أنسي وحشة بهم كلهم، فالخوف لا يرحم ولا يُحتمل خصوصًا عند من جرّب منه كل أصنافه.

(احتمِ بالفاضل ولا ترضَ إلا بالأصل، وتذكّر دائمًا تذكّر، فمالإنسان إلا شاهد وذاكرة، وإنهم يحاولون بكل ما استطاعوا أن يشوهوا ذاكرتك ويقطعوا أثرك، ليكتبوا قصتك عنك، ويكونوا هم أبطالها، كن عنيدًا واكتب قصتك بنفسك).

أستطيع اختصار الحكاية كلها في سطر واحد، وأستطيع أن أؤلف منه كتابًا، لم يكن يثقلني يومًا سرد التفاصيل، بل كان دائمًا هاجسي أن أستطيع كتابة هذا السطر الذي يختصر كل الحكاية دون أن تفقد شيئًا من كمالها. وعندما عرفت أنني أستطيع كتابته ، أضأت من ناري لكل من أراد أن يشعر بهذا الدفء.

(لا تنم إلا جسدًا واحذر على قلبك من أن ينام، فنومات القلب طويلة ومهلكة، كن حرزًا لمن استطعت أن تكون حرزًا له، كي تجد فقط واحدًا يقف حرزًا لك، فالحرز كنز، والصديق ظهر، والحبيب بيتٌ وآل، والعائلة ستجدك عندما تضيّع نفسك).

أنا من أمضى عمره يرتعد قلبه وترتجف شفتاه، وتجف عيناه من كبرياء أن ينكسر.
زاد عدد المستظلّين والناعمين بالدفء حتى صارت الوفود تحجّ لهذا المكان إمّا طلبًا لدفء، أو لاستذكار خوفهم الذي أودعوه هنا يومًا، ذلك أنهم أدركوا بالتجربة والخبرة أنّ من ينسى خوفه يدهمه مرة أخرى، فالخوف نزق لا يرضى أن يُهمل.

( الاستغلال ديدن الإنسان – خصوصًا الغافل منهم – لا ترضخ لمستغل وأنت تعي استغلاله، لا تكن ضعيفًا فتُسحق إلا عند من يعرف أن في ضعفك قوتك وهويتك، وابحث عنه في كل المفارق، ففيه نصرك عندما تستحكم عليك الظروف).

ثم طال العهد وذهب الجيل الذي كان يشعر بالخوف أو حتى يتذكّره، لكن الناس مازالوا يفدون حجيجًا لهذا المكان، الآمنون من أبناء من خاف والغافلون من أبناء من كان يستذكر خوفه هنا، وجيلًا فجيلًا، صار الناس يحجوا ليرموا الشجرة بالأحجار ويطوفوا حولها لاعبين، رامين للأوساخ وضاحكين من طرافة المغامرة، غير آبهين بقيمتها، سوى أنها ذلك المكان الذي أوصاهم آباؤهم أن يزوروه حتى لا تصيبهم لعنة الخوف الذي لم يشعروا به يومًا.

(اذكر في قصتك كل أسرارها وأودعها في مكمن عند أمين لينشرها بعد موتك، لا طلبًا لمجد مسلوب، ولا نصيحة لمخذول، بل رغبة في إرساء عدلك الذي رأيته بأم عينك عندي هنا ولم يره أحدٌ غيرك).

العادة دون معرفة القصد أخطر ذنوب الآدمي، العادة دون معرفة القصد هي أول شرك في هذه الأرض.

(قاوم ثم قاوم، ولا تهادن، ولا تقف إلا عندما يتوقف قلبك عن المقاومة).

عندها قررت أن أقطع تلك الشجرة الملعونة التي أصبحت إلهًا ولم تكن قبلًا سوى حزنًا يلمّ شعثي، حتى في التقديس المصطنع يشوه هؤلاء المعاتيه كل جميل، الإنسان الجاهلي عابد الصورة كاره الارتقاء إلى مقصدها، ناقل النصيحة من جيلٍ إلى جيل دون أن يقترف ذنب عصيانها، هؤلاء هم حطب جهنم، أولئك الذين سيحرقهم لهيب هذه الشجرة المرماة على الأرض بعد أن أحرّقهم منها وهم حولها.

(وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها ومانرسل بالآيات إلا تخويفًا() وإذْ قلنا لك إنّ ربك أحاط بالناس وماجعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرةَ الملعونةَ في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلا طُغيانا كبيرًا).