الغزالة في كبد السمـاء

المفارقة التي تضحكك وقت الرخـاء هي التي تبكيك وقت الشدّة

إذا رأيت الشمس صلّ خمسك واعلم أنها سرّ السيرورة والحركات، تمدّك بالفوضى المعينة على أن تترتّب، وبها تراني واضحـًا فاسجد لمن خلقه الله على صورته ولا تمهل كبرياءك فلكلٍّ طريقه: النار والعذاب، الظل والحُباب، وبينهما أنا وأنت لا نتجرأ على فتح الباب.

أصل إليك من طريق لا أعرفه ولا تدركيه، أصل إليك ألمسك أشتهيك أهواك أتحسسك أفرّغ رغباتي بالكلمات أنّمي المعاني وأشتهيها، فرجال الأعراف لا يأمنون الحال، يرمقونه على بعد أميال، منذ دخلوا الباب، بل من عرى الباب ومشهده. أيّ حرمان تأنّ فيه النفس، وأيّ نحيب، حبيبٌ يحنّ إلى جذع حبيب. عناق، همس همسته، وميثاق أخذَتْه لمستك واسترديته، ولم أكن أريد أن أسترده.

الساعة الثامنة من هذه الليلة تحكمها الشمس، ولا أقول شعرًا ولا نثرًا، ألهث أسابق النَفَس، حيث هذا القلب يسع ربه، فكيف به بالعالم، لكنه يضيق إذا هجس بمحبوبه. حيّ هلا ويا سرًّا بأيّ حال وصلت، لا تسعني المنّة ولا تسعني كل الأحوال التي أريد أن أتقلدها في هواك. لقد جئت على قدَر.

المسافةُ أوّلها فِداء
روحي لخضرتها تفِـد
الجسارةُ آخرها نِداء
شعري يتيمُ يفتئـد
لعمرك ماضاق الفضاء
ضاقتْ قلوبٌ لم تَرد
عطشي إليها: ماء ماء
جذعي إليها يتّـئـد
نارٌّ حُميـا ولظـى
من عفّ مثلي لم يُرِدْ
ظلٌّ حرورٌ وضيـاء
من حبّ مثلي ما برَد
المروءة منتهى الحياء
والحرُّ حكيمٌ ما عَبـَد
الحبيبةُ عندما تُشتهى
الصديقةُ ريثما تبتعد
الغزالةُ في كبدِ السماء
الأميرةُ في برجِ الأسـد

أخبرني عن رأيك ..