مواء قطة وحيدة

أصواتٌ نسيت نفسها
تتذكر فقط شعور الحسرة
لا تستطيع أن تثبت أو تنفي تهمة
تنظر إلى الماضي كحلم لا تعلم كيف بدأ
لكنه لم ينتهِ بعد
كلما اقتربت يقظتها
سحرها حلم داخل الحلم ونسيتْ من جديد

هذا العالم ليست له وجهة
ولم يأتِ من مكان
أو ربما أتى من مكان لا يشبه المكان التي تأتي منه تصوراتنا عنه
لا يعطينا الأشياء بصيغة مباشرة
رغم أننا موقنون باستحقاقنا لكل مانملك
الأمر يتضح بجلاء عندما نُسلب ما أُعطينا
ندرك حينها حجم الخديعة
أنّ مدركاتنا تظن الاستحقاق بجريرة تصوراتنا
وتمنع عنّا تساؤل أحقيتنا بالوجود أصلًا
أكنّا نستحق أن نكون عينًا ؟
وجودنا هبة
موتنا هبة
وبينهما ملايين الهبات والسرقات لم نخترها ولكنها اختارتنا

يمضي النهار تستمع إلى أحاديث الآخرين
يأتي الليل تنصتُ لأحاديثهم تصوت من داخلك
وكأنه لم يكن كافيًا أن تصرخ روح واحدة تائهة

في النطق مهارة التخفي
قابلت أحدهم يخفي حزنه بنكتة سخيفة
وآخر تمرّس على إضحاك الآخرين من بئر آلامه
بعضنا يكيد لبعضنا بسرقة آلامه بنكات
وأنا أتبصّر بكل ذلك الضحك المقنّع
وبكبرياء الكائن الذي يدفن دموعه بابتسامة

أعادتني الذاكرة للرضيع ولما يتمرّس بعد على الضحك
وذويه يضحكون فرحًا بمقدمه
أتى مقتسم الحسرة
ناصرنا على الآلام
بضحكة

قطة في الحي تموء كل ليلة
بينما تسرق بقية القطط نصيبها من بقايا الأكل المتراكم في الحاوية
هل تموء القطط ضحكًا أم بكاءً
ربما لو أصغيت جيدًا لفرّقت بين قطة تضحك وأخرى تبكي
ربما لو احتجت منها شيئًا لميّزت بينهما
ربما لو احتاج واهب الضحك والبكاء منّا أمرًا لميّز بينهما عندما نصوت

في الليل تنفتح الجراح
وأسرح في عدّ الأحزان التي لا تنام
ومهارة الكائنات المتمرسة في إخفاء الآلام
ولطف الكائنات في تمييز الأصوات
وعن جدوى الصوت والصمت
الضحك والبكاء
والتمييز بينهما

أخبرني عن رأيك ..

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s