أيا ربّ أكلّ هذا البكاء ماء ؟
أشعر أنّ أطفالا يولدون من مقلتيّ
أشعر أنّ احتفالات اليتامى تتستر بهما عن أعين الراصدين
أشعر أنّ الأماني المدفونة المتحجرة وجدت خلاصها معصورة
أنّ ألف ألف أسطورة تتناسل تتباسل عندما ترى هذا الصدأ
أسمع عنها رجع الصدى، أمسح عنها عينًا أشعلها الحديد سوادًا
ليلةً ليلة تتصاعد الآهات في تلّ قلبي مخضرة في الخريف
لعلّة بتّ أعرفها، لموت بتّ أعتاده
أيا ربّ أكلّ هذا البكاء ماء ؟
متهورًا برؤية ضبابية، لقد أقبل الشتاء/أقبل الخريف
في ليلة كهذه سوف أُصعد حرّاتٍ بركانًا على كل بريء
منتقمًا من الخراب بخراب
حيلة الفوضى القديمة تتهاطل سيوفًا ومدافع
أحقادي الدفينة تقودني برغبة رمادية للانتقام
كنت جامدًا هامدًا بلا حراك حين كنت أشكّ بأنها تمقتني
لقد تأكدت، بأنّ هذا ليس ماء
سوف أحرق كل المدينة
أيا ربّ أكلّ هذا البكاء ماء ؟
راضيًا بموعد فاتن في ليلة مقمرة
أن أحرق كل دفاتري زهوًا ونكاية
أن تخبرني همسًا كل أسرار الحكاية
لكنها اشترتني محبرة على ورق
لم أكن يومًا فارسها الملثم
كانت تجهز الظلائم تترى واحدة واحدة
كمن يخطط لفتحٍ كبير، كان قلبي ينخرق
لم يكن دمعًا بل دمي ما رأت
أيا ربّ أكلّ هذا البكاء ماء ؟
إنّ قلبها ينتقم من الحياة بي
هل اختلط عليه الأمر
هل كان شأنًا مدبرًا ، لا يهمّ
بعد كل هذا النزيف العذب، حقًا لايهمّ
سوى أنني أدركت الوعد متأخرًا جدًّا
كانت مزحة ثقيلة، أن بخعت للحياة الجميلة
بيد أنني لن أهرب، أركض بكل قوادمي للنهاية
حثيثًا إلى محجر الدموع أنيح الحمام وأنام
أيا ربّ أكلّ هذا البكاء ماء ؟
وجدت قلبًا مدهوسًا على جانب الطريق
مرميًا في قاع بئر
منهوشًا، متزين بقميص أحمر
متّقدًا غيلة
منقادًا بنميمة
مسجونًا ظلما
محروقًا بنار باردة
محبوسًا في غار
لقد وجدني وانتهى الأمر
كان يبكي مثلي، خوفًا من حياة سعيدة
أيا ربّ أكلّ هذا البكاء ماء ؟