“
ياريحة ثوب في الأسفار أحسها بشراييني
أشم الليل وأهل الدار واللي غاب عن عيني
أحسك في كلامي في الهواء في الماي في ترابي
أشوف اللي مضوا عني وبقى حبهم على بابي
“
أجمع كل شهقاتي أودعها سرّك وأحمد الله على شجاعتك، لولاك، لولا صرامتك، لم أنل سعادتي، لا أجرؤ على سؤالك كيف ومتى، أتأمل آثارك، أحترمك، أحترم كل آلامك، أستميحك أعذار الأقدار، لقد خسرت أكثر مما تتصور لأنني لم ألتق بك، كت أتوق لمحادثتك، لضحكاتنا، أسرح في ترتيب الكلمات، أصفها بغرور الشاب دالهٌ بشبابه، سلامٌ على روحك وقدّس الله سرّك، وقد يخطو غريبٌ مطأطئ رأسه في حماك؛ لأنّ الأحرار يتعارفون ويتآلفون، لقد رأيت في خلدي كل محاولاتك، في عيني حبيبتك، وبقية أسباب بقائك.
محروسٌ هواك، محروسٌ إرثك، محروسٌ غرسك، محروسةٌ أسفارك، محروسٌ ذنبك، محروسةٌ زلاتك، مبجلة إنسانيتك، فضائلك، خسائرك، في هذا الحياة – أبي – لاننال مانريده أو نتوقعه، بل ننال مافعلته بنا فضائلنا و قلوبنا، لا بار غرسك، أشجارك لا تُباع ولا تُشترى، بل تهب نفسها حرّة لهواها، سنارة صيدك بحكمة صبرها قالت لي كل شيء. ولم أكن ممن يُسمع قوله حين يقول، وماكنت أيضًا ممن يسمع تسويل نفسه في الحديث عن مقامك؛ لكنها أمانة نقل أثر من نحب، ونطلب لأنفسنا الذكر والاقتداء ما استطعنا.
لا نستطيع إلا أن نخطئ كما تعلم، لا وجه آخر للحياة نرى من خلاله أنفسنا سوى تجاربنا المريرة، لأنها بذاتها تجاربنا العطرة قبل أن تهبّ عليها رياح الأيام، لا بأس عليك. أما عن النسيان فكلنا نذبل عندما يجف نبعنا وهو لا محالة جاف، وحدهم المنتفعون سيقطعون الشجرة الطيبة عندما ترفض سوى أن تشرب من ماء نبعها، لكن الحياة سوف تصنع من بقاياها غابة ومن رفاتها عوالم لمخلوقات الله المسالمة، حيث الأشجار الطيبة أكثر مخلوقات الله بركة قائمة وهامدة، تظلل كل الضالين القالين المريدين السائرين.
أما عن حزنها ففي مقلتي، وعن وحدتها فهي سلواني، ضحكتها أنسي، وريحها رواحي، عبير لمستها يصلبني هائمًا على بابها، لم تكن قبل أن تنطق حرفًا تسمع سواك، لهذا ولعديد مالا أستطيع ذكره نحتاج بركاتك، صلوات ربي على كل لمحاتك وإشاراتك، مازلنا على العهد نطفئ الشموع التي لا تحب إطفاؤها لم يتغير شيء، مازلنا نوقد قلوبنا لجمر الأيام وندخّن تقلباتها، صدور ماضامها الزمان إلا وانشرحت، على العهد سائرون لأن الحياة واحدة، أمة واحدة يحنكها طيب الغراس، قومٌ يحبهم الله ويحبونه ما اغتالوا ولا غالوا، لا طالت وحشة شهادتك ومغيبك.
”
مثل الرفيق ويا الرفيق
كنا معاك
وبنظل معاك
في هالطريق نحمل هواك
”
جميل ياحكيم