أسفع كي أرى ما أنا قادرٌ عليه
لكنني أتراجع قبل أن أفعل
يمنعني الحياء عنه
ولأنني أخجل
ولئن استحثني أحدهم إلى حتفي
سوف أرحمه بإيلامه
وأموت وحدي
لماذا لا يُرى أثر الجروح على ناصيتي
تلك التي لم تختر إلا مقدمة الوجه
وإذا ما غفل أحدهم عنها يوما
فماذا تبقى لي كي أخبره
أنني موت مؤجّل
وطريقٌ وعرة
وروحٌ ضالّة عنه
إلى ذاك الذي يهدي إليّ ذاتي
وأهتدي إليه
مستحيلٌ أن يفعل الوجد فعلته
دون أن ينتقع دمي
وتجري على جسدي أثر الجروح
ويلثم مبسمي
بفمٍ وأحمر شفاهٍ
لا أراه
أحدّ من السكين
ولا يؤذي سوى نفسه
صبيٌ بالغَ في تصديق اللعبة
هذه السكّين قد ملّت من إدماء جدرانها
أصبحت تطمع بالمزيد
ولأنني وحيد
تمدّ يدها لمن أحبهم وتقطّعهم
الحياة أوسع من جرح
هي ركضٌ دائم
هربًا من احتمالين
يتغيران كل مرة
وحين يحلّ الصيف
تصبح الحياة صعبة
يغدو الليل عدوّ
والنهار مقصلة
كل مايستدعيه النسيان
زوجان من الأطباق
ليلٌ ونهار
شمسٌ وقمر
ذكرٌ وأنثى
ذلك أن التذكّر ثقيل
يهرب من أول الصباح
حزني قديمٌ ومألوف
تمامًا كوجهي أمام المرآة
لا أستطيع أن أعرف
ما إذا كان جميلًا أو قبيحًا
لأنه وجهي
الحبّ مسٌّ دائم
تمرّد على العقل
الذي يخبرك بأنّ لا أحد يلمسك
وتكذبه لأنك تحس بغير ذلك
وخيرٌ من ذلك
أن تكون أحمقًا في النهار
وحكيمًا في الليل
تضحك على توجدّي وبكائي
فلهما هذه المرة طعمٌ مختلف
طعم الأذى من جسدٍ آخر
وعندما عرفت أنها تستطيع
لا تنفك عن الطمع وتسأل بشراهة
هل من مزيد
فأنا لا أستطيع أن أقدر حجم الفاجعة
أن أموت بظروف لست بها
وأن أتألم بجسدٍ ليس لي
وأن أُحاسب بأفعالٍ
ليست في مدار تحكمي