قمة الأنانية أن تكون أنانيًّا

تبرئة ذمّة: لا أحاول إصلاحك أنا فقط أحاول تدميرك لتشرق الحياة من جديد، لأن من الواضح أنّ قلبك يرفض أن يموت مادام ينبض.

الأنانية أن تعتقد أنّك تملك أمر مصيرك في المستقبل لتوقف حياتك وتعطّل حيوات الآخرين من حولك بحجة أنّ حياتك مروعة. إنك تملك خيارين لا ثالث لهما، وإلّا سيحاول تدميرك كل من يراك: الأول أن تحاول أن تعير حياتك للآخرين الذين مايزالون يشعرون بالحياة قربانًا لهم وستراها تزهر بأعينهم، أو أن تحمل أحمالك وتخلق بؤرة أمان لكل الحيارى والمصابين، واحذر من أن تستأثر بشيء، فالأثرة باب المآسي.

أن تنسى نفسك في لحظة ما قد أصابتك وتتعذر أنّ هذا الحمل أثقل منك، يعني أن ترضى أن يتكرر عليك هذا الحمل كل مرة، عليك أن تصرخ لأجل أن تموت حرًّا من عناء هذا الثقل، وليكن شكل الصرخة كما تشاء، بعيدًا عن الاستسلام. للعقل قابلية أن ينسى نفسه في حالة ساحرة، وليس هنالك سحر أقوى من سحر قلة الحيلة، والحَزن الذي يعاودك في كل مصيبة، الجميع في حالة حرب لو رفعت رأسك قليلًا وخرجت من رأسك، لتساعد أحدهم ولتعتبر هذا اليوم قربانًا لحياتك التي ستعيشها عندما لا تملك خيارًا، وصدقني ستأتي هذه اللحظة التي تتمنى فيها لو كان بيدك الخيار لتقوم بما كان يجب عليك عمله.

ارهن بعضًا من حياتك الحالية لذاتك المستقبلية التي سوف تلعنك كل مرة ماطلت بها وأرهقك الخوف، خوف الخطأ، خوف الناس، خوف الخطيئة، خوف الندم، خوف التعبير عن هذا الخوف، خوف إفزاع الآخرين، لا تداري أحدًا الكل في حالة فزع مسبقة، إنّ الحياة طويلة بما فيه الكفاية لكي تفزع كل من تطأ قدمه عليها.

إن المصائب طريق الترقية أو الإبسال، عليك أن تختار كيف ستردّ عليها عندما تأتي، ولا تذهب نفسك حسرات على الحمقى الذين أُبسلوا، ولا على الذين أبسلوهم، فلكلّ فتنة وكلّنا مفتون، فلا تهلكنا إلهي بما فعل السفهاء منا، ولا تحرمنا من لذة الدمعة عندما تأتي بعد جفاف، ولا تجعلنا ممن أكرهه الناس على الصمت.

الأنانية أن تنأى بذاتك بعيدًا عن الجماعة، كما أنّ الأنانية أن تستأثر بنعمة وتصرخ عندما تنقلب عليك، ووفّر عناء التباكي والأسى كما يوحي به كبرياؤك عندما تقرأ هذا الكلام، فإنك تعاني لكنك لا تشعر، فابكِ واسترح من نار الكبر، واسترح من نار الحسد، واسترح من نار المقارنات، أو مت بغيظك حتى تموت.

يبدو أنك لم تفهمها مادمت مازلت تقرأ، إنك تغلق على نفسك في لحظة وتنسى أنك تموت كل يوم لتحيا من جديد، حاول هذا المساء أن تموت للأبد، بأحمالك، بأثقالك، بذكرياتك، بكرهك، بغيظك، وغدًا سوف ترى أنّك ستسقط بعد أن تنهض مرة أخرى وربما تلعنني، لكن احذر أن ترضى بالسقوط وترفض أن تنهض، لن ترحمك ذاتك المستقبلية بعد أن تفقد خيار الموت وتُجبر عليه.

لنفرح بأحزاننا هذا المساء، فسوف تموت للأبد عندما ننام.

فكرة واحدة على ”قمة الأنانية أن تكون أنانيًّا

  1. يقول Oceana:

    يالسعدك، ها نحن نحصد بذور الشك، لكن ماذا جنيت “أنت”؟ أو لأكون أكثر أنانية ماذا جنيت أو سأجني أنا؟

أخبرني عن رأيك ..

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s