ترسٌ في ترسانة

الروابط التي تصلك بغيرك تشفع لك لأن تحمل مكانتك التي أنت عليها، بعضها اختارك وبعضها اخترته، ومابين التخيير والتسيير طبقات من اعتقاد الألمعية وضربات الأقدار المعدّة سلفًا، وكأنها صور الخداع البصري* فإن بعض الدوائر التي لا تعيرها تركيزك كاملًا تدور وعلى فمها ضحكة. وتلك الثابتة لأنك تحرقها وتريد أن تسجل عليها ملاحظاتك وادعاء استحكامك على مصيرك.

وعلى جملة تحمل وزن أبي حامد: ” الإنسان مخيّر فيما يعلم مُسيّر فيما لا يعلم”، نُدير الترس ولأننا نراه دون غيره يسير بحرّية وسرعة نتحكم بها، نظن أننا نستحكم، وإذا ما أُريد لنا أن نرى ترسانة الأتراس مُجملة لوجدنا أن ترسًا يتحرك بسرعة زائدة لأننا نغفل عنه، وسرعة متزنة عندما ننتبه له، ويقف بثبات عندما نشدد تركيزنا عليه، أما الترسانة خارج ملاحظاتنا فهي ثابتة السرعة وركيزتها آمنة بل وهي أيضًا تضحك كما تضحك تلك الدائرة التي تتغافل عنها ولم تغفل هي عنك.

الفرد كيانٌ كامل ذا وحدة مدركة ومعترفٌ بها، ويقول أنه حرّ، حرّية كاملة قادرة على طمس هذا الكيان أو الهوية إن شاء، تفضيلاته تعليمه أملاكه أحماله أحزانه إقدامه نواياه أفعاله وحتى أحقاده، تميّزه وتعرّف عنه، وكلما ابتعدت عنه قليلًا واقتربت من أفراد عائلته تناقص تفرّده، زد في البعد حتى تصل لأقاربه، أبناء حارته، أصدقاؤه، أبناء بلده، لسانه أو جنسه، وفي كل طبقة هناك تشابه يمثّل ترسًا في ترسانة متناسقة، وهناك خديعة بريئة وأصيلة ومفارقة تدعو للاستعجاب والضحك حول العقل الذي يلاحظ ويرى، كما ترى تلك الدائرة التي تراك فتتحرك وتراها فتقف.

*optical-illusions-2

أخبرني عن رأيك ..

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s