ملامحك تعكس جينات أسلافك بنيما تغيرها مع الزمن يعكس خياراتك في الحياة.
صفاتك الغضة مسجلة أيضا في شريطك الجيني ولكن حدتها أو نعومتها خيارك الذي تختاره لنفسك مع الأيام.
لكل معادلة هنالك معطيات تكونها، منها الثابت ومنها المتغير ومهمتك اللعب بالمتغيرات لينعكس هذا على النتيجة النهائية للمعادلة؛ لذلك لا معنى للاستسلام والتسليم بأن المعادلة مكتوبة سلفًا، إنما المكتوب سلفًا هو الثوابت الموجودة في المعادلة فقط، وبوجود المتغيرات تصبح فكرة تغيير الناتج النهائي متاحة دائمًا.
لكي تتعرف على هذه المعطيات يجب ألّا تغفل أبدًا حاملًا داخل رأسك مدونة صغيرة لاختبار نفسك ومعرفة مالثابت ومالمتغير، وإلا سوف تنتهي يومًا إلى شخص لم ترغب بوجوده ولا يعجبك ولا تعرف كيف قادتك حياتك إليه.
صفتان في طريقك أهم من غيرهما للتعرف على مكونات معادلتك: اليقظة والتكيف.
اليقظة صفة ضرورية أمام الحركة والتغيير الجنونيين الذين بُني منهما هذا العالم.
والتكيف صفة أصيلة فيك وعليك الحذر منها لأنها توهمك بالسيطرة والثبات الجزئي بينما أنت تسقط من قاعٍ إلى آخر ولأنك تتكيف كل مرة تظن أنك وصلت باختيارك .
الحرية – أي مشيئة الفعل من عدمه – هي البصمة المميزة للإنسان عن كل ما عداه من المخلوقات، ومنطقيًا يأتي بعد حرية الاختيار كفل المسؤولية، مسؤول لأنك اخترت ومُساءل لأن هناك من وهبك هذه الصفة.
المسيرة الإنسانية بالمجمل متطورة بطبيعتها بمباركة الجين الناقل للقيم والطبائع ومباركة المجتمع الناقل للأعراف والعادات، عندما يولد طفل فهو لا يبدأ من الصفر حرفيًا، بل هو يبدأ من الثوابت في المعادلة على أمل أن يتعلم كيف يسيطر عليها ويهذبها بالمتغيرات التي سيكتشفها خلال رحلته. وبالتالي نحن الآن كمجتمع أرقى نسخة إنسانية والأجيال التي ستخلفنا أرقى منّا بالضرورة وأكثر ذكاءًا وتخلقًا بالجملة. ومن الغباء إثقال كاهل الأولاد بقيم وعادات الجيل السابق كما هي واستنساخها تمامًا، فهم لم يولدوا ليكرروا أسلافهم.
لأننا نعيش فترة زمنية قصيرة ومحدودة يستوجب علينا تضخيم منفعتها بالاطّلاع الأفقي والعمودي للتاريخ؛ كي نفهم فعلًا دورة الحياة وطبيعتها دون تأثير من ثقافة مهيمنة أو دين توريثي جامد. أفقيًا يكون الاطّلاع بالنظر في تجارب الأمم المعاصرة وكيف يتعاملون مع سنة التغيير الحاكمة على الكون، وعموديًا بقراءة التجارب السابقة لنا كجنس بشري.
لأن الأمر كله معادلة ولكل منّا معادلته الخاصة، فكّر بعقلك أولًا وأخيرًا وسيتلاشى سخطك من النتائج غير المتوقعة وستنبهر بمدى تحكمك بالنتيجة، و في نهاية المطاف سيتحول هذا السخط إلى دهشة وانبهار.
المقالة مليئة بالمتناقضات! يبدو لأنني ساخطة أو ربما توقعت شيء أكثر منطقية. ولا أعرف حقيقة مالذي قادني لهذا. على العموم، أجمل مايُقتبس هُنَا: “والتكيف صفة أصيلة فيك وعليك الحذر منها لأنها توهمك بالسيطرة والثبات الجزئي بينما أنت تسقط من قاعٍ إلى آخر ولأنك تتكيف كل مرة تظن أنك وصلت باختيارك.”
هذه ترجمة جميلة للمفهوم المتعارف عليه “منطقة الراحة”!
دُمْت
أهلا بك وشكرًا لتعليقك، المجال مفتوح لطرح الانتقادات وإبداء السخط، هي ليست مقالة بل تدوينة ولم أكن أتحرى الدقة العلمية بقدر ماكانت محاولة لطرح قناعاتي الحالية عن الحياة.
لو حابة تذكرين الانتقادات ، أنا أحب أسمعها، شكرًا لمرورك.
لاأعرف ربما بعد عدة قراءات لنصوصٍ ما يسهل على أدمغتنا قولبة كاتبيها!
الحقيقة الوحيدة في هذه المعادلة أننا نتغير وقد نتناقض أحيانًا كثيرة، نؤمن بفكرة ونتراجع عن أُخرى. لذا تمسكي ودفاعي عن نقيض أي فكرة هُنا لا معنى له.
وعُذرًا لأنني حمّلت “التدوينة” مالا تحتمل.
وشُكرًا لسعة صدرك
كلام جميل جداً ، وللعمل به كما قلت يتطلب اليقضه والانفتاح العقلي على المتغيرات الحياتيه واستيعابها وفهمها ومعرفه الصالح منها لتطوير النفس ولكي يحدث ذلك كله يجب ان يسبقه معرفه الشخص لنفسه قبل كل شي واستيعابها معرفه الثوابت التي وجد عليها لكي يهذب ما يحتاج تهذيبه فاليقضه ثم اليقضه كما اسلفت