أطلِ السهر ، مادامت الذكرى دهر
والموت سكرةُ ساعةٍ ، وماعاد للودِّ أثر
قلْ للأماكن ياسيدي: مابال هذا الحزن ماكن؟
وعلى أي الدروب تُهرع مسرعًا، والقلب ساكن ؟
وفي أي سوقٍ بعتُ نفسي والدم في العروقِ داكن؟
يا طامعًا في ودّ عمرٍ ها أنا ثملت يومًا وصحوت ، لكن
للحب أحكامٌ وللصبّ أحلامٌ وللوعة العشّاق راكن
خطيئتي العمياء ، يا عذري في ضحكتي ، وسلوتي في محنتي ، يا كلّ الأماكن
أنا لا أرى دون العيون الجميلة فابصري فيني وبصّريني
أنا لا أخال الوقت يمنحني مهجتين ، ولا أظنّ في العمر ضحكتين ، ولا يطال المرء الحبّ مرتين ، فمن لي؟
من لي لو سامت الدنيا جبهتي بعذابات الدهر ، من للضحكة الهائمة في تفاصيل وجهك ؟ لم يبقَ للحب أثر ؟ هل اندثر ؟ ، أم ضاع بين نعم ولا وأصبحت صفحته رمادية ، واجتاحته رياح الملل العادية ؟ ، من للرعشة في حضورك ؟ والصمت لغرورك ؟ ومن يجبر الكسر الذي تكسرينه ؟
لا أسأل طلبًا ، أسأل محتارًا ، فأوّار هذا الصيف ينسى أنني وحدي هنا ، ويتوعدني بقسوة الشتاء ، والدثار في يدك ، والهواء بين خصلات شعرك ، والسماء طلعتك ، والرحب كله ابتسامتك ، فما يضيق معك شيء ولا يتسع بعدك .
للقهوة معي سهرتين ، إذا هجع الجميع ، وإذا مررتِ دون تلويحة يدك .
وللسماء معي قبلتين ، أنتِ ، وأنتِ .
ولي منك السهر والحذر والمعضلات والصبر ، كلّ الصبر .
أنا ابن هذا القلب يامن تسرقين ، هلّا عدتِ كي ينام .. فالكون حولي ثائرٌ والقلبُ ساكن دون حراك ، لا ينام و لا يُلام ، وضاع دليلي دونك مع أنّ كل ماحولي مساكن وأصدقاء وأوطان وأماكن، وكل هذا الكون ثائرٌ إلّا أنّ قلبي ساكن .
“خطيئتي العمياء ، يا عذري في ضحكتي ، وسلوتي في محنتي ، يا كلّ الأماكن”
ما شاء الله، نصٌ عظيم.