فُتنّا ، والفتنةَ أشدُّ من القتل

أكاد أفقد ما يربطني في الدنيا إذا رأيتك , وسعيت لأن أصل لمكانك وبيتك , الرائحة التي تأتي منك عبير أخّاذ , والصورة التي تشاهدني وأنا أسافر مع طيفك ترى في عينيّ الملاذ , الحكايا لا تكذب وإن بالغنا فيها , و قلبي لا يكذب وإن بالغ في وصفك , الجمال قطعة من خيال , جنونٌ يتعدى كوننا يصل إلى أفقٍ أبعد من سمائنا , يسافر مع الريح خلف الأصوات إلى عالم لا يسكنه البشر بأجسادهم , فقط تسافر إليه أرواحهم لبرهةٍ للحظةٍ لمجرد شهقةٍ أو زفرةٍ , لمدةِ ارتجافة أو عبرةٍ ونعود للأرض بروحٍ مغايرة , بأنفاس متطايرة , بترنيمات حائرة , بذكرى العيد واللبس الجديد وغناء الجدة للحفيد , بصلاة الاستسقاء بانهمار المطر , بلذة المناجاة في السحر , بلحظة التقاء العينين بعد غياب سنين , برجفة تسري فينا بعد أن هدأتِ الأصوات , بتسمّرنا لساعات أمام المرآة حين نمتدح بشيء فينا من قبل محبينا . 

أخبري الأيام أن تبطّئ المسير , وخذيني أو انهبيني أو اسرقيني لا أبالي بالباحثين ولا برجال الشرطة المترصدين , ابتعدي فيّ عن العيون , قاتلي الأشواق باللقاء , بدّدي الصدود بطول البقاء , أسمعيني أنغام السَحر , تراتيل الناسكين من البشر , ألبسيني طمأنينة الموتى , جردّيني ثياب البائدين , لحظةُ اللقيا دهر , أجمل لحظة في العمر , ارتعاشةٌ فاستفاقةٌ فانحناءةٌ فغيابٌ بعده غياب بعده غياب , ليتنا لا نعرف طريق الإياب , ليتنا أكلنا فتات الخبز , ليت أنّا انشللنا من العجز , ليتني أتقن فنّ الرجز , ليت صوتي مزمار من مزامير آل داؤود , لأخبرك عن سرّ يزلزل كياني , يميتني ثم يحييني ولا أكاد أبالي , ليت لي نبرة تضعفك , ترهقك , تتوغل فيك فتأتي بك على غفلة من زمن , جاءت اللحظة التي أخبرك فيها عن سرّي المؤتمن , أين أنتِ ؟ أين أنا ؟ أيننا ؟ أين كان هذا السنا , لمَ لمْ يسطع قبل الرحيل , لم َلمْ أستمع إلى هذا الوعيل ؟ , لاتموتي فمكانك في قلبي لن يموت , لا تتحايلي فروحي لاتحتمل مزاحك الجميل , هل نفيق من هذه السكرة ؟ هل بعد الحب شيء يستحق أن نذكره ؟ , هل عندكِ أدنى فكرة ؟ كيف تركونا نتمرد هذا التمرد ؟ , أنا ألومهم على هذا التجرّد , تركونا وحيدين وأنا وأنتِ لا نُترك وحيدين , أنا نارٌ وأنتي حطب , أنا سيفٌ وأنتِ محكوم عليك بالقصاص , أنا طفل وأنتِ دميتي ليس لك قيمة بعدي , وليس لي فرحة بعدك , أنتِ أنا , بربك هل لك بقربٍ أكثر من أن تكوني أنا ؟ .

فُتنّا والفتنةُ أشد من القتل , اللذة التي تجبرني على أن أدمنها سوف تنسيني مكاني , الكتابة التي أدمنتها فيك سوف تفضحني حول أقراني , التهور الذي يأتيني بين يديك سيكلفني عمري , الحياة خيارات عدة , ومسلكنا واحد ليس لنا عنه حيدَه , كنت أتمنى أنّي لم أعرفك , فأصبحت أجزم أنّي لا أعرفك , كنت أتمنى أنّي لم أركْ , فأصبحت أجزم أنّي لم أرى أحدًا غيرك , كنت أتمنى ألاّ أخبرك عن حبي , فأصبحت أجزم أنّي خُلقت للثرثرة عندما رأيتك , كنت أتمنى أن نكون معًا , فأصبحت أجزم أنّه ليس لنا من خيار إلا أن نكون معًا . 

سيري إلى دربٍ براح , سأواجه معك كل أصناف الرياح , باعدي بيني وبين المطامن , ليس لنا بعد اليوم إلا المطاحن والطواحن والملاحم , اليوم فقط آمنت أن في الحب جهاد , وأنّ ثباتي أمام عينيك جهاد , وأنّ إمساكي بروحي خشية أنْ تتلبسك جهاد , وكتماني لضحكتي أمامهم حين يتحدثون عنك جهاد , وسفري بعيدًا عنك لأعود إليك جهاد , و أنك جهاد يستحق أن أجاهده خفقةً بخفقة , شهقةً بشهقة , دقّةً بدقّة , وياليت الموت يعرف بعد هذا أني لم أعد أخافه كخوفي من بُعدِك , والعيش بَعدَك , والتحامي بالمارّين بدربك , أنا … بكل جوارحي أحبك .

أخبرني عن رأيك ..

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s