تجتمعُ الخرافات في عقلي حتى نسيتُ الحقائق
بالضبط كما تكاثرت أطيافُكِ حتى كدتُ أنسى وجهكِ .
وجهكِ الذي يرشدني كيف أتذوق
كيف أترنم .. كيف أطرب .
وجهكِ الذي يرصفُ الطرقاتِ بالورود
وينخرُ الأخدود
ويسيّرُ المراسي والسفن ويعبرُ الحدود
وجهكِ الحكاية التي لا تنتهي ولم تبدأ
القضيةُ التي استفزتني ..
والمرضُ الذي لازمني ولم أبرأ
المخدرُ الذي ناضلتُ لأمتلكه بنفس العزم الذي ناضلتُ به للإقلاع عنه
وجهكِ السماء ولا تكفي
وجهكِ الفضاء المرئي واللامرئي
وجهك الأنحاء
تأشيرة العبور والحبور
فرح اللحظة .. سريان النشوة في المكلوم
سريان الروح لأصحاب القبور
وجهكِ الذي لا يعرف نفسه كما أعرفُه ، ولدتُ وفي ثغري سؤالٌ لم ينضجْ ،
حين رأيتُ وجهكِ نضجّ وضجّ في الأرجاء يبحثُ عن إجابة ومايزال .
وجهكِ ذاكرتي وعنواني ، منذ عرفت البشر وهو أمامي
حينما أرسيتُ حدود الجمال كان إلهامي
سرّي ونجواي ، نشواي وخصامي
جنوني وعافيتي ، تمرّدي واعتصامي
شعري .. قافيتي
عصاي التي أتوكأ عليها وخَطْوَ أقدامي
غايتي ومرامي .. آمالي وأحلامي .. حربي وسلامي
غطرسة اللغة في قلمي .. تحررّ الحضارة
أصواتُ أطفالِ الحارة
غبتُ عن الكونِ حين رأيتُه وحارت أفهامي
وهذا حالي مع حالي في حالي .. كلما حاولتُ العبور عبر وجهك نحو الضفة الأخرى ، تغتالني ذاكرتي الفظّة
تحمّلني فوق طاقتي ، تسحرني بالأسئلة ، وتعرف هي كما تعرفين أنّي رجلٌ تشدّه الأسئلة ،
عقلٌ يحبٌّ الاستطراد .. يعشق الفاصلة، ووجهكِ حقل مدججّ بالألغام ، بالاستفهام ، ومساحة حرّة للسفر والتعبير والاستمتاع بالنظر
لغز الحياة في عينين .. وشمسُ الصحوِ في الجبين
شموخُ أنفْ .. وثغرٌ فوق الوصف
شعرٌ أليل .. ورمشٌ أكحل
رقبةٌ وجِيد .. وصوتٌ يعلّقُ القلبَ على رأس إبرة إذا همّ بالتنهيد
هذا صفيرُ الروحِ قدْ أسمعَ .. وهذه الحروف قد اجتمعت لتُقنع
وهاهو وجهكِ .. وجهكِ الذي تورطتٌ به لا يتسرّع ..
يزورني كل سنّة مرة ولا يخاف أن أنساه بالمرّة !