في سَفَرِ الأنثى

صورة

ولا عيبَ لي أخشى يفرّق همتي … سوى ولعي بالكاعباتِ النواعمِ *دندنْتُها ولحنْتُها ولا زال صداها يتردد داخلي مهما عاتبْتِني و مهما عاتبتك , في كل زاوية من عقلي أردَد هذا البيت , أنا لم أُخلق من حجر لكي لا أميل للشجر , و لست سوى إحدى مخلوقات الله التي تحتاج إلى زوجها ليكملها , نعم أنا أحتاج لمن يكملني , ألهذا الحد تلك المعادلة صعبة على الجميع ؟ .” ماتركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء ” , صلى الله وسلم على حبيبي محمد , بعدكِ أنتِ فقط فهمت هذا الحديث جيداً , أدركت لماذا يصعب عليّ الصمود أمام فتنتك , أمام تحريضك , أمام استفزازك , أمام سطوتك . لا تقلبي عينيك في الفراغ , ولا تتصنعي البراءة , فكل هذا يحدث بعلمك أو بجهلك , المهم أنه يحصل , والأهم أني أتعذب .

بذكري للعذاب , يصعب على الإنسان أن يفسّر حقاً كيف يُؤتى دوماً من اليد التي مدّها إحساناً , فيُظلم ويُجار عليه , يصعب عليّ ذلك وأنا أتساءل كيف نعيد كل أخطائنا : الساذج منها و المستقصد بكل إصرار ونحن نعلم مالعاقبة . الإنسان في ظلّ جهله سيكرر الخطأ , كما أن الإنسان في ظلّ رضاه عن حاله سيستمر على جهله , ويبدو لي أن ركوني إليك , وركونك إلي برضا , أكلفنا حُمْق التجارب , و غرّمنا فاتورة التكرار .

ثُمَ بعد هذا أخبريني يا أنثىً أحبها و أهيم بها : كيف أخبرك بنقطة ضعفي , وثغرتي , و عن قلة حيلتي أمامها , فتحومين حولها في كل وقت ؟ , و تتفنين في سلك الطرق للدوس عليها كل خطوة ؟ , وفي كل حين وغفلة ؟ , أعلمُ أنّ أبوك آدم وأمك حواء – نُهوا عن شجرة واحدة فقط , وتركت لهم حرية الأكل من البقية , فقصدوها بزلل من الشيطان – و أعلمُ ضعفك أمام نقطة ضعفي , فأرجوك لا تسيئي فهمي أنا لا ألومك , أنا أستجديك ! , أنْ تخففي من كل تلك الكيّات , و حاولي أن تكتفي بالصفعات من حين لآخر , مرغماً سأُسلّم .

كأي غِرّ يَحسُنُ لي وصف حبيبتي , و ذكرها , و ذكر محاسنها , و التغني بأوصافها , بيد أن ذلك الشيء لا بد أن يتغير , وهو يتغير مع كل الرجال , و أنتي يا حواء تستغربين من هذا , وتكِلينه للملل , أو للحيازة , أو حتى لدهاء آدم في صيد السمكة التي يريد , ولكن الحقيقة القاصمة و الصادمة , أن آدم يتوقف عن المدح لأن الثناء للأنثى يفقدها جمالها , في كل مرة أصفك يا حبيبتي بأجمل النعوت , تصبحين أقبح في نظر نفسك , كل مرة أحاول أن أستجمع قواي لأريك وجهك في عينيّ , تذهبين للمرآة بكل احتقار لنفسك , وتتندرين على شامتك التي أغرقتني في خيالاتي يوماً ما , بل و تشمتين من ذاك العنجهي الذي غرر بك و أعطاك كل وصف لا تستحقينه , فأنت لا شيء في نظر نفسك , كلما ازدتي جمالاً , كلما كانت قابليتك للنقص أكثر , ولهذا أنا احتفظ بما تبقى من جمالك في نظر نفسك , بسكوتي عن مدحك .

أنتِ أنثى , أما الأنوثة فمركب صعب , لن تحوزيه بجمالك يا هذه , ولن تطاليه باحتيالك , ولن يوصلك إليه معسول لسانك , الأنوثة هالة لا يراها إلا رجل ولا أي رجل , فالطيبون للطيبات يا حضرة الغاوية , احذري نفساً حبيسة , واحذري قلباً وضاءً ينتظر نقطة الانكسار فلا يعود كما كان , واستجمعي قواك للحظة قد ينقلب فيها السحر على الساحر .

أنتِ أنثى , أحبكِ كما أنتِ , ليس لأنك جميلة ,و لكن لأنه ليس لدي حيلة .

أنتِ أنثى , عونُك يا ألله ! .


* سلمان العودة .

 

أخبرني عن رأيك ..

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s